أسباب الإسهال المستمر

سبب الإسهال المستمر

الإسهال المستمر يعد من الأعراض الصحية التي تشكل مصدر قلق للكثير من الأشخاص الذين يعانون منه. يتسم الإسهال المستمر بحدوث براز مائي أو رخوي بشكل متكرر، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بألم في البطن وتشنجات. وقد تختلف مدة هذا الإسهال من حالة إلى أخرى، حيث يمكن أن يكون مزمنًا في بعض الأحيان، ويستمر لأكثر من أسبوعين. من المهم أن نميز بين الإسهال الحاد، الذي يحدث لمدة قصيرة نتيجة التسمم الغذائي أو عدوى فيروسية أو بكتيرية، وبين الإسهال المستمر أو المزمن الذي يستدعي التقييم الطبي العميق لمعرفة السبب الكامن وراءه.

أسباب الإسهال المستمر

الإسهال المستمر يمكن أن يكون نتيجة لعدة أسباب، تتراوح بين الأمراض المعدية والاضطرابات المعوية المزمنة. فيما يلي نستعرض أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بالإسهال المستمر:

1. العدوى البكتيرية والفيروسية

تعد العدوى أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإسهال المستمر. وتشمل العدوى البكتيرية مثل السالمونيلا و الشيغيلا و الكمبيلوباكتر، والعدوى الفيروسية مثل فيروس نوروفيروس وفيروس روتا.

• السالمونيلا: يمكن أن تسبب الإسهال المستمر نتيجة عدوى تصيب الجهاز الهضمي بعد تناول طعام ملوث بالبكتيريا.

• الشيغيلا: هي بكتيريا تسبب التهاب الأمعاء وتؤدي إلى إسهال شديد قد يستمر لعدة أيام أو أسابيع.

• نوروفيروس: يعد من الفيروسات الأكثر شيوعًا التي تسبب الإسهال، خاصة في الأماكن التي تزدحم فيها الأعداد مثل السفن السياحية والمدارس.

2. الاضطرابات المعوية المزمنة

هناك العديد من الاضطرابات المعوية المزمنة التي قد تؤدي إلى الإسهال المستمر. تشمل هذه الاضطرابات:

• متلازمة القولون العصبي: تعد هذه المتلازمة واحدة من الأسباب الشائعة للإسهال المزمن. حيث يصاحب الإسهال فيها أعراض مثل الانتفاخ والغازات، بالإضافة إلى ألم وتقلصات في البطن.

• مرض التهاب الأمعاء: يشمل مرض كرون و التهاب القولون التقرحي، وهما من الأمراض المناعية التي تؤثر على الأمعاء وتسبب التهابات تؤدي إلى الإسهال المستمر.

3. حساسية الطعام وعدم تحمل الطعام

الحساسية لبعض أنواع الطعام، مثل الحليب أو القمح، قد تؤدي إلى إسهال مزمن. كما أن هناك حالة تعرف باسم “عدم تحمل اللاكتوز” حيث يعجز الجسم عن هضم اللاكتوز، مما يؤدي إلى الإصابة بالإسهال بعد تناول منتجات الألبان. كما يمكن أن تسبب الأطعمة الغنية بالفركتوز أو الغلوتين بعض أنواع الإسهال عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية أو عدم تحمل هذه المواد.

4. الأدوية

بعض الأدوية قد تتسبب في حدوث الإسهال المستمر. من بين الأدوية التي قد تسبب ذلك:

• المضادات الحيوية: تؤثر المضادات الحيوية على التوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء، مما قد يؤدي إلى الإسهال. ويحدث ذلك بشكل خاص عند تناول المضادات الحيوية واسعة الطيف.

• الأدوية المعالجة للسرطان: قد تتسبب بعض أدوية السرطان، مثل العلاج الكيميائي، في اضطرابات في الجهاز الهضمي وإسهال مستمر.

• أدوية مضادة للفطريات: قد تسبب أيضًا بعض الأدوية المستخدمة في معالجة الفطريات المعوية إسهالًا مزمنًا.

5. الاضطرابات الهرمونية

اضطرابات هرمونية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى الإسهال المستمر. كما أن زيادة هرمونات معينة مثل الأدرينالين قد تؤدي إلى تسريع حركة الأمعاء وبالتالي الإسهال.

6. التوتر والقلق

من المعروف أن التوتر النفسي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى تسريع حركة الأمعاء وحدوث الإسهال. قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من التوتر المزمن أو القلق من الإسهال المستمر كجزء من أعراضهم النفسية والجسدية.

7. سرطان القولون والمستقيم

قد يكون الإسهال المستمر عرضًا من أعراض سرطان القولون، الذي يصاحبه عادة أعراض أخرى مثل تغيرات في شكل البراز، فقدان الوزن غير المبرر، وألم مستمر في البطن. على الرغم من أن هذه الحالة نادرة، إلا أنها تتطلب متابعة طبية مستمرة إذا كانت هناك شكوك.

8. أمراض الكبد والبنكرياس

الأمراض التي تؤثر على الكبد أو البنكرياس، مثل التهاب الكبد أو فشل البنكرياس، قد تؤدي إلى إسهال مزمن. عادة ما يحدث ذلك نتيجة لعدم قدرة الجسم على هضم الدهون بشكل صحيح، مما يؤدي إلى براز دهني ولين.

9. التسمم بالمعادن الثقيلة

التسمم بالمعادن الثقيلة مثل الزئبق أو الرصاص يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، بما في ذلك الإسهال المستمر. قد يحدث هذا التسمم نتيجة التعرض البيئي أو استهلاك بعض الأطعمة الملوثة بهذه المعادن.

10. الإصابة بالطفيليات

بعض الطفيليات مثل الجيارديا و الأميبا يمكن أن تسبب إسهالًا مزمنًا. تدخل هذه الطفيليات إلى الأمعاء وتؤدي إلى تهيج الأمعاء وانتفاخها، مما يسبب الإسهال المستمر. تنتقل هذه الطفيليات عادة عبر الماء أو الطعام الملوث.

التشخيص والعلاج

إن تشخيص سبب الإسهال المستمر يتطلب فحصًا دقيقًا يشمل الفحوصات المخبرية مثل تحليل البراز والدم، الأشعة السينية أو التنظير الداخلي للأمعاء. بناءً على التشخيص، قد تتنوع خيارات العلاج:

• الأدوية المضادة للبكتيريا أو الفيروسات: إذا كان الإسهال ناجمًا عن عدوى.

• العلاج المضاد للطفيليات: في حالة الإصابة بالطفيليات.

• التغييرات الغذائية: مثل تجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية أو عدم تحمل الطعام.

• الأدوية المضادة للإسهال: للتقليل من الأعراض.

وفي حالات معينة، قد يحتاج المرضى إلى العلاج في المستشفى، خاصة إذا كانت حالتهم مرتبطة بأمراض مزمنة مثل التهاب الأمعاء أو السرطان.

الوقاية من الإسهال المستمر

للوقاية من الإسهال المستمر، يمكن اتباع بعض الإرشادات الوقائية مثل:

• الاهتمام بالنظافة الشخصية: غسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض.

• التحقق من سلامة الطعام والماء: الحرص على تناول طعام مطهو جيدًا وتجنب الماء الملوث.

• تقليل التوتر النفسي: ممارسات مثل الاسترخاء واليوغا قد تساعد في تقليل تأثير التوتر على الجهاز الهضمي.

إن الإسهال المستمر ليس حالة يجب تجاهلها، بل يجب معالجتها والتأكد من معرفة السبب الجذري لها.